انفقت الأندية السعودية الكثير من اليوروهات في رحلاتها المختلفة خارج الوطن العربي أو داخله إستعداداً للموسم الكروي الجديد كالنصر، الهلال واتحاد جدة، وأنتظرنا خوض ثلاثي القمة مباريات من الوزن الثقيل بنفس المعيار الذي تعامل به المسئولين عنهم في الإنفاق والتخطيط لإقامة تلك المعسكرات.
لكن لم يحدث ذلك وانتهت الفترة التحضيرية لتلك الأندية في أوروبا دون ان نسمع أو نرى انهم واجهوا أندية من الوزن الثقيل تحت ضغط جماهيري كبير وهكذا، اللهم إلا مشاركة الاتحاد في بطولة كأس السلام الودية الدولية امام ريال مدريد وليقا ديبورتيفو الأكوادوري بطل الليبرتادوريس الموسم قبل الماضي- وخرج الاتحاد بنقطة واحدة اقتنصها من العملاق الملكي في حضور كريستيانو رونالدو ونخبة من ألمع نجوم اللعبة في العالم وتعادل 1/1 قبل ان يخسر أمام الفريق الأكوادوري في الأفتتاح بثلاثية مقابل هدف.
النصر صاحب اللون الأصفر المتوهج لعب مباريات عادية جداً مع أندية مجهولة في إسبانيا حيث عسكر هناك، وواجه أندية كسيفا وسان بول وإسبانيول الرديف ومانيلو وتراسا إف سي.، ولم يحظ بلقاء قوي واحد حتى انه حاول مواجهة فريق برشلونة لكن المباراة ألغيت فجأة!!
نفس الأمر يخص نادي (الهلال) الذي سافر إلى النمسا وواجه كلٍ من ماتري ورابيد رينز وحقق في المباراتين التعادل والفوز 2/2 و1/9 إلا انه تعرض لنفس ما تعرض له النصر بإلغاء أكثر من مباراة كالتي كان مقرراً لها أمام باليرمو وأبويل القبرصي، ولعب الهلال مع أندية أوروبية ليست بالكبيرة كبيرمينجهام سيتي الذي لعب بإحتياطييه وتأهل الموسم الماضي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز حيث كان من أندية دوري الدرجة الأولى، إضافة لمواجهته كلوج الروماني صاحب المركز الرابع الموسم الماضي وأخيراً واجه أتلانتا الإيطالي وتعادل معه سلباً.!
إذا عرجنا للحديث عن الاتحاد سيتضح لنا فرقاً شاسعاً في طريقة تعامله مع المرحلة الإستعدادية للموسم الجديد، بالأدلة والبراهين سنجده هو أفضل الأندية السعودية "نظرياً وعملياً .. بافتتاحه المرحلة التحضيرية بمواجهة إحدى الأكاديميات الأميركية منتصف شهر يوليو الماضي ووفق في هذه المباراة مُحققاً نتيجة ضخمة وصلت لـعشرة أهداف نظيفة، وتألق فهد السالمي والصبياني وسلطان الخضري بصورة ملحوظة في هذه المباراة بتسجيلهم 6 أهداف. بعدها بأيام غادر الفريق الولايات المتحدة متوجهاً إلى إسبانيا لأداء مباراة ودية مع نادي إشبيلية وهو أحد أفضل الأندية المالكة للاعبين صاعدين في إسبانيا إستعداداً لبطولة كأس السلام التي انطلقت يوم الجمعة 24 من الشهر الماضي، واستطاع الاتحاد تخطيه بهدف جار الأندلس المغربي هشام بوشروان.
بعد ان انهى الاتحاد مشاركته في كأس السلام واجه نادي ريال مدريد الذي لا تقل عناصره الشابة قوة عن عناصر إشبيلية "ب" فما أكثر نجوم الليجا الإسبانية المتخرجين من هذا النادي أمثال سولدادو وديلاريد ونيجريدو، وفاز الاتحاد بهدف المدافع صاحب الـ26 عاماً مشعل السعيد.
وواصل الاتي إستعدادته الجادة للموسم الجديد بمواجهة بونتفدرا من الدوري الدرجة الثانية الإسبانية وهو الفريق الثاني (الضعيف أو المجهول) الذي يواجهه رفاق رضا تكر في مشوارهم، ورغم ذلك كانت المباراة قوية جداً وانتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 وخسر الاتحاد بفارق ركلات الحظ الترجيحية 6/5، ثم حل الاتحاد ضيفاً على الفريق الأساسي لديبورتيفو لاكرونيا وخسر المباراة بركلات الجزاء بعد ان انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي - حيث اتفق الطرفان ان تقام المباراة من 45 دقيقة فقط-.، وبعد نجاح التجربة قررتا إدارتا الناديان إقامة مباراة أخرى بينهما لكن بين إحتياطيهما، وانتهت بفوز ديبورتيفو بهدفاً وحيد.!
وانهى الاتحاد رحلته الاستعدادية على طريقة كبار وعمالقة أوروبا بمواجهة أحد الأندية السعودية المحلية على ملعبه ووسط جماهيره وهو نادي الفيحاء ويفوز برباعية نظيفة كان نجمها الأول طلال المشعل.
هذه المسيرة الاستعدادية إذا وضعناها في كفة أندية عملاقة كليفربول أو مانشستر يونايتد لن تختلف كثيراً، فقد بدأ ليفربول الإنجليزي رحلته الإستعدادية أيضاً بمباريات ضعيفة مع نادٍ سويسري مجهول ثم واجه رابيد فيينا النمساوي وأنطلق بعدها في رحلة أسياوية لمواجهة منتخبات متواضعة أسياوياً كتايلاند، وهذا ما فعله بطل إنجلترا مانشستر يونايتد الذي لعب مباراتين وديتين مع نجوم الدوري الماليزي قبل ان يواجه بوكا جونيورز وبايرن مونشين في بطولة كأس أودي الودية ومن بعدها يستضيف فالنسيا الإسباني على ملعبه الأولد ترافولد ويفوز بثنائية نظيفة.
المهم: الموسم الثاني من بطولة الدوري السعودي للمحترفين سيبدأ بعد أسبوعين من الآن وستكشف لنا مبارياته مدى تأثر الأندية بفترة الإستعداد المذكورة آنفاً؛ يا ترى هل ستؤثر بالسلب أم بالإيجاب أم لن يكون لها أي تأثير من الأساس؟؟
محبكم باتو