إن كان هناك إختلاف فالإختلاف حول المعايير وليس حول النادي
أصبح حديث الساعة حالياً. من هو نادي القرن في أفريقيا.؟ الرد جاهز لو كان الزمالك فعلاً هو نادي القرن الأحق، فالحق لا يسقط بالتقادم وليس لأنه لم يتم الحديث في الأمر من قبل ألا يتم التحدث عنه ووأده للأبد، بل يحق لكل إنسان البحث عن حق ضائع على الأقل من وجهة نظره
لا أحب نظرية المؤامرة ولا أريد التفكير فيها كثيراً لأنه كانت بدون دليل فنسيانها لذلك لا أرى داعي لحديث الزمالك عن مجاملة من الإتحاد الأفريقي لا يوجد دليل قاطع على هذا، لكنني في نفس الوقت أظن أن إتحاد القارة السمراء يخضع لبعض الأهواء الشخصية في بعض الأحيان
لذلك لا نريد القول أيضاً أن الإتحاد الأفريقي ملاكٌ هابطٌ من السماء، لكن كما قلت من قبل لا يوجد دليل فالحديث لا طائل منه ولن يصل إلى نتيجة تُذكر.
كل إنسان قادر على وزن الأمور بنفسه وبعقله بعيداً عن الأهواء والحسابات من أطراف أخرى. أكره كثيراً الجملة الشهيرة التي يرددها كثيرون حالياً وذلك عندما تخالفهم الرأي فيصيحون فيك ويقولون أنت حاقد ما هذه الكلمة التي استجدت فجأة وأصبحت أسهل سبيل لإنهاء أي نقاش.
نقاشي في هذه النقطة حول فكرة فارق القوة بين بطولة دوري أبطال أفريقيا أو مسماها القديم كأس الأندية أبطال الدوري وبين بطولة كأس الأندية أبطال الكأس. في كل المعايير العلمية والإجتماعية عندما يتم تقييم أي شيء يتم تقييمه بالقاعدة وليس الإستثناء، فعندما تشتهر أمثلة حول شعب معين بالبخل مثلاً لا يعني ذلك أنهم كلهم بخلاء لكن الأغلبية العظمى بخيلة، وعلى هذا القياس لا يمكن عندما نرى بطولة أو بطولتين استثنائيتين لأبطال الكؤوس كان نهائيها بين فريقين قويين وأقوى من طرفي نهائي أبطال الدوري أن نقول إن كأس الأندية أبطال الكؤوس أقوى. لأنه عندما فاز بورتو على موناكو في نهائي دوري أبطال أوروبا 2004 وكان فالنسيا يفوز بكأس الإتحاد الأوروبي على حساب مارسيليا، لم يقل أحد إن دوري أبطال أوروبا أضعف من كأس الإتحاد الأوروبي رغم أن فالنسيا كان بطل الليجا وقتها وأقوى من بورتو وموناكو وحتى طرفي قبل النهائي الآخرين تشيلسي وديبورتيفو لاكورونيا بل كان من أفضل فرق أوروبا إن لم يكن أفضلهم بجانب ميلان في هذا العام.
لذلك لا يمكن القياس أن كأس الأندية أبطال الكؤوس توازي أبطال الدوري في القوة استناداً على أن الأهلي هزم فريقاً أصعب من الفرق الأخرى في أبطال الدوري هذا استثناء وليس قاعدة. القاعدة تقول إن أبطال الدوري أقوى لأنها تضم الفرق أصحاب النفس الطويل ومن الطبيعي أن تكون نسبة الفرق القوية فيها أكثر من الفرق القوية في أبطال الكؤوس، لذلك من الطبيعي أن يحصل الفائز بهذه البطولة على نقاط أكثر
كل ما سبق سيختلف كثيرون فيه أو يتفقون ولن يغير من قناعة أحد هذا رأي خاص قد يختلف أو يتفق فيه القارئ لكن قناعتي ترى أن الأهلي هو بطل القرن في مصر، لكن الزمالك هو بطل القرن في أفريقيا. لا يوجد تناقض في ذلك، فالميلان هو أفضل فريق إيطالي على الصعيد الأوروبي واليوفي هو أفضل فريق إيطالي على الصعيد الإيطالي الداخلي بسبب حصده للكالتشيو أكثر بكثير من الميلان هذا إن لم يكن الميلان هو فريق القرن في أوروبا بدلاً من ريال مدريد بسبب حصوله على بطولاته في عصور حديثة وكرة قدم حقيقية و لكن في العصور الأحدث حصدا نفس العدد من كوبا أمريكا 13 لقب لأن اليويفا حدد بطل القرن بالبطولات الأوروبية فقط وليس كما يقال بالمحلية أيضاً وبالتالي بطولات الريال المحلية الأكثر من الميلان بكثير غير محسوبة وإلا لرأينا نادي مثل رينجرز متقدماً على فرق أوروبية كثيرة لأنه حصد 52 او 53 بطولة دوري اسكتلندي
النقطة الأخيرة هي أنه لا يمكن أن تحاول الحديث عن حق لك من وجهة نظرك على الأقل فيتجمك الآخر أنك حاقد رغم أن كلمة الحقد نفسها لو فسرناها بمعناها الكروي لرأينا أنه لا توجد بها مشكلة لأنه من الطبيعي أن يحقد المشجع على منافسه إذ أن نجاحه جزء منه فشل لمنافسه لأنه لن يحصل الأهلي على الدوري مثلاً دون خسارة الزمالك لنقاط والعكس كما أن تفوق الآخر فشل لك لأنه حصل على المكان الذي تسعى أنت إليه ونراء الكلمة نفسها لا تعني شيئاً لأن الحقد أو الغيرة شيء طبيعي بين المتنافسين في عالم كرة القدم.
محبكم باتو