بصوته العذب الذي يضفي على المباريات المزيد من الإثارة والمتعة، وبتلقائيته وثقافته الواسعة التي جعلته مطلباً جماهيرياً للتعليق على أقوى المباريات. شق طريقه بسرعة نحو قلوب الجماهير، ليتم اختياره في أكثر من مناسبة ومن أكثر من جهة كأفضل معلق عربي وبفارق شاسع عن أقرب منافسيه، ضيفنا في هذه المرة المعلق عصام الشوالي، الذي أجاب على أسئلة محرري الموقع بكل صدق وشفافية، كاشفاً عن أسرار طريقه الصعب نحو كابينة التعليق، نترككم مع هذا الحوار الشيق:
البطاقة الشخصية
عصام بن نورالدين الشوالي
مواليد 25/9/1970
متزوّج وأب لثلاثة أبناء هم محمد رسلان، وريان، وراقي.
خريج كلية الآداب بمنوبة (تونس) بتخصص أدب فرنسي.
كيف دخلت مجال التعليق؟
قصتي مع التعليق بدأت عام 1994 حين أمر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بإنشاء قناة وطنية للشباب "تونس 21" وبعدها بعام تم إنشاء إذاعة للشباب، ولم أكن حينها أحلم بالعمل الصحفي أو الإعلام الرياضي، إلا أن أختي – وهي صاحبة الفضل بعد الله في دخولي لهذا المجال- أقنعتني بالتقديم لهذه القناة وطلبت مني أن أستغل شغفي وحبي للرياضة.
وبالفعل تقدمت للإذاعة قبل ساعة واحدة من إغلاق باب القبول، وتم اختياري من بين أكثر من 5000 شاب وفتاة تنافسوا على 90 شاغراً ضمن هذه الإذاعة، وبدأت العمل في نوفمبر 1995 في الإذاعة كمقدم للبرامج الرياضية، وفي عام 1997 بدأت العمل كمراسل، قبل أن أتولى مهمة التعليق على المباريات لأول مرة وكان ذلك في بطولة LG CUP التي انطلقت في 9-8-1997 وجمعت مباراة الافتتاح حينها المنتخب التونسي مع نظيره الزامبي، كما علقت على نهائي البطولة الذي جمع تونس بنيجيريا.
وفي عام 1998 انتقلت إلى قناة "تونس 7" حيث علقت برفقة رفيق العبيد رئيس القسم الرياضي في القناة حينها، على مباريات دوري أبطال أوروبا، كما علقت إذاعياً على نهائي كأس تونس منذ عام 1997 وحتى عام 2000، وكان من بينها أول مباراة رسمية تقام على ملعب رادس وكانت نهائي كأس تونس 2000، وكان من ضمن أبرز المباريات التي علقت عليها إذاعياً نهائي كأس العالم 1998 الذي جمع فرنسا والبرازيل، أما على قناة تونس 7 فكانت نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2000 بين فالنسيا وريال مدريد، ونهائي يورو 2000 بين إيطاليا وفرنسا.
أجمل مبارة قمت بالتعليق عليها؟
تونسياً:المنتخب التونسي مع المنتخب النيجيري، والنجم الساحلي مع الأهلي المصري، والنجم الساحلي مع باتشوكا المكسيكي، عربياً:المنتخب المصري مع المنتخب الكاميروني (أمم إفريقيا 2008) والمنتخب المغربي مع المنتخب الألماني (كأس العالم للشباب2005) والاتحاد السعودي مع الفريق الكوري في أبطال آسيا (2004)، وعالمياً: نهائي كأس العالم 2002 ونهائي كأس العالم 2006.
وفي دوري أبطال أوروبا: تشيلسي الإنجليزي وبرشلونة الإسباني 2006 بسبب الظروف التي عايشتها في تلك المبارة بسبب وفاة إبن شقيقتي قبل المبارة بساعت قليلة، ولم يكن أحد يعلم بذلك قبل المباراة.
أطرف موقف تعرضت له خلال التعليق؟
يمكنني القول أني كنت ضحية التكنولوجيا العالية أثناء تعليقي على مباراة أرسنال وليدز في الدوري الإنجليزي الممتاز، فبعد أن انفعلت بالتعليق على هدف لنادي أرسنال قام مخرج المباراة بإعادة الهدف بالحركة البطيئة لكني لم أتنبه لذلك فقمت بالتعليق مجدّداً على نفس الهدف معتقداً بأنه هدف آخر.
أي الدوريات التي تفضل التعليق عليها؟
الإنجليزي: بسبب الرتم السريع، الإسباني: بسبب فنياته العالية، والدوري الإيطالي: بسبب المتعة الكروية.
ما هي المباريات التي تتمنى التعليق عليها من أرضية الملعب؟
قمة الدوري الأرجنتيني بين بوكاجونيورز وريفيربليت، وقمة الدوري الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، مع التأكيد على أن عقدي مع شبكة راديو تلفزيون العرب art مستمر حتى عام 2014 ولا أفكّر في ترك المحطة.
ماذا قدّم اتحاد إذاعات الدول العربية للشوالي وللتعليق التونسي بشكل عام؟
لقد ساهم وجود مقر اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس في سيطرة المعلقين التونسين عليه، وأعتقد أنها ساهمت كثيراً بتسويق التعليق التونسي للوطن العربي كاملاً، لكني في ذات الوقت أعتقد أن هناك عوامل أساسية أخرى ساهمت في نشر التعليق التونسي منها عشقه للكرة وقربه من أوروبا، واطلاعه على وسائل الإعلام الأوروبية.
ما هو السر الذي يربط عصام الشوالي مع art؟
بكل تأكيد شبكة راديو وتلفزيون العرب تمتلك أفضل فريق من المعلقين في الوطن العربي، لكن محبة الناس وثقة المدراء هي من تحدد المعلق، وأنا أنظر إلى المباراة النهائية على أساس أنها بطولة مستقلة بحد ذاتها، لذا أضع كل ما أملك فيها واستغلها على أكمل وجه، لكي أثبت أحقيتي بالتعليق عليها.
أما تمسكي في الart فهو نابع من كون هذه الشبكة هي التي قدمتني بشكل احترافي للجمهور حيث انطلقت معها في أكتوبر من عام 2001 قادماً من اتحاد إذاعات الدول العربية، وأؤكد أنه لو لم يبق سوى الدوري البنغالي على قنوات الشبكة فأنا مستمر معها، نظرأً للارتياح الكبير والتفاهم الذي يغلب على علاقتي مع المسؤولين هنا.
كما أن قناعتي بأن المباريات الجماهيرية العربية هي التي تبني جماهيرية المعلق وليس الدوريات الأوروبية، فمباراة ريال مدريد وبرشلونة عبارة عن برستيج فيما تقدم مباراة الوداد والترجي في دوري أبطال العرب دعماً جماهيرياً ومعنوياً للمعلق، وأنا شخصياً كسبت الشعبية من الدوريات المحلية فيما دعمت الدوريات الأوروبية من هذه الخاصية.
نقطة للتوضيح:
لقد صنعت سياسة الحياد التي تتبعها art في تغطية المباريات العربية المهمة والتي تتمثل بوضع معلقين على قناتين صوتيتين، الكثير من المشاكل لي وخصوصاً في لقاء الوداد الأخير مع الصفاقسي، إذ أن حب الجماهير دفعه للمطالبة بأن أكون محايداً، مع أن الزميل محمد مقروف كان يساند الوداد على القناة الصوتية الأولى، ومع أني أيضاً احترمت الوداد.
بالرغم من الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها المعلّق عصام الشوالي إلا أن البعض يتّهمك بالغرور؟
أنا إنسان بسيط أركز على عملي بالدرجة والحمدلله محبة الجمهور كبيرة والتي أعتبرها هي الحكم، حيث التقي الكثير من الجماهير وأتلقى عدد هائل من الاتصالات بكل صدر رحب.
برأيك ما هو أقوى دوري عربي؟ ومن هو أفضل لاعب عربي؟
أعتقد أن الأقوى هو الذي يحقق إنجازات خارجية، لكن من حيث المنافسة على اللقب فهو الدوري التونسي، أما الأقوى إعلامياً فهو السعودي، والأقوى جماهيراً هم المغربي والمصري والتونسي والسعودي.
أما من هو أفضل لاعب فللأسف أعتقد أن مستوى اللاعب العربي غير ثابت، ومع ذلك فإن ملاعبنا ولادة وعلى مدار السنوات الستة فأعتقد أن أفضل اللاعبين الذين أفرزتهم مسابقة دوري أبطال العرب هم طارق التايب، والحاج عيسى، والعموري جديات، وأسامة الدراجي، أما في المطلق فأعتقد أن أفضل اللاعبين العرب هم، محمد أبو تريكة، ياسر القحطاني، طارق التايب هشام بو شروان.
من هو أفضل محترف عربي في الدوريات الأوروبية؟
هناك عدد من الأسماء البارزة على رأسهم كريم زياني لاعب مرسيليا، ومنير الحمداوي الذي أتمنى أن يواصل تألقه مع نادي ألكمار الهولندي، وحسين عبد الغني، وعمرو زكي في بدايته مع ويغان لكن للأسف لم يستمر على ذات المنوال.
ما هي المنتخبات العربية المؤهلة لبلوغ نهائيات كأس العالم 2010؟
في القارة الآسيوية أعتقد أن السعودية ستتأهل بالتخصص، كما أن المنتخب السعودي عرف كيف يتعامل مع بدايته الصعبة واستعاد بخبرته السيطرة على الأمور، أما بقية المنتخبات فللأسف فإن المستوى لم يتطور بالرغم من التضحيات المادية من قبل قطر والإمارات والبحرين، لكني أعتقد أن الأخير بإمكانه الحصول على مقعد في الملحق الآسيوي.
وعن إفريقيا فإن البداية كانت مخيبة للآمال بالنسبة للمغرب ومصر والجزائر، فيما كشف السودانيون أن هدفهم هو بلوغ كأس الأمم الإفريقية ولا مانع من محاولة الوصول إلى المونديال، وعلى العكس من ذلك جاءت بداية تونس قوية وأعتقد أن مباراتها مع نيجيريا في تونس ستكون مصيرية، وأعتقد أن المنتخبات التي ستبلغ المونديال هي تونس، والمغرب (بشرط الفوز على الكاميرون)، والفائز من مواجهة مصر والجزائر.
من هو أفضل لاعب في العالم؟ ومن هو أفضل حارس؟ وأفضل مدرب؟
أفضل لاعب في العالم هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، وأفضل حارس: عاطفياً بوفون، لكنه حالياً بيتر تشيك وبنفس الدرجة إيكر كاسياس، أما أفضل مدرّب فهو الروسي هيدينك نظراً للنتائج الطيبة التي حققها مع كوريا الجنوبية ببلوغه نصف نهائي مونديال 2002، وروسيا نصف نهائي كأس أوروبا 2008، ونتائجه الجيدة مع تشلسي في شهرين فقط.
هل تتابع رياضات أخرى غير كرة القدم؟
أنا متابع للتنس منذ الثمانينات حيث كنت أتابع مباريات هذه اللعبة لساعات طويلة، وكنت أشجع حينها جون ماكينرو ونافرتيلوفا وغابرييلا ساباتيني، وحالياً أنا من عشاق الإسباني رافائيل نادال، كذلك أتابع الدراجات الهوائية وسباق فرنسا بالتحديد حيث كانت المنافسة حينها محتدمة بين الإيطالي ماركو بانتاني والإسبانيميغيل أندوريان، كما أتابع كرة اليد بحكم تفوّق تونس التاريخي في هذه الرياضة، وأتابع دوري كرة السلة الأمريكي (NBA)، وكذلك أتابع الفورملا 1 وأشجع فيها فريق فيراري وكنت من عشاق سائقها مايكل شوماخر.
الجوائز التي نالها:
جائزة أفضل معلق رياضي عربي مقدمة من جريدة الهدف الليبية لعام 2006، وأفضل معلق عربي صحيفة القمة المصرية 2006، أفضل معلق تونسي أعوام 2000، 2001، 2004، 2006، 2007، 2008، كما أعتز بالتكريم الرسمي المصري في حفل تكريم المنتخب المصري المتوج بكأس الأمم الإفريقية2008، وبتكريم وزير الشباب والرياضة اليمني عبد الرحمن الأكوع.
كلمة أخيرة لزوار موقع artonline.tv
في البداية إن الجوائز وعضوية لجنة المعلقين في الاتحاد العربي لكرة القدم، وأيضاً عضوية نادي الجالية التونسية في عمان ومحبة الجماهير، كل ذلك جاء عبر التعليق في شبكة راديو وتلفزيون العرب، التي منحتني الفرصة للانتشار، بالإضافة إلى الموهبة والاجتهاد والتعب، وإلى تضحيات عائلتي وغربتي عنهم.
وأشكر الجمهور العربي بشكل عام وجمهور art بشكل خاص على الثقة الكبيرة التي منحني إياها، وأطلب منهم شيئاً واحداً ورئيسياً، فمن الممكن أن يكون عندي بعض العيوب؛ لكني دائماً أعلق على طبيعتي وبتلقائية (من القلب إلى القلب
المصدرتحياتي لكل عاشق الشوالي....باتو