لاأعتقد أن هناك من يناقش بوجود انسان على ظهر هذه الأرض وطني ومنتمٍ لوطنه
أكثر من الإنسان العربي، وهذا الانتماء والوطنية أمر رائع ومميز لكنه يصبح
سيئاً سلبياً قاتلاً إذا ما كانت وطنية عمياء وللأسف هذا ما تعاني كرة
قدمنا.
المانيا في كأس أوروبا الأخيرة لعبت على النهائي وخسرت بهدف
بخطأ مدافع، لكنها كادت أن تتعادل رغم قلة حيلتها في تلك المباراة وعادت
وصيفة لأوروبا وهو انجاز لم تحققه دول كبيرة مثل هولندا وايطاليا وانجلترا
منذ سنوات طويلة لكن الصحف الألمانية كان وطنية بعيون ساهرة لمصلحة كرتهم.
فكتبت
الصحف دون خجل بأن الفريق كان طوال البطولة عاجز على خلق فرص بشكل مبدع،
وتحدثت ولها كل الحق بالحديث بأن هناك مشاكل في عدة مراكز وأنا الآن واثق
من أن المانيا في البطولة العالمية ستكون قوية للغاية بسبب هذه الصحافة
العلمية وكذلك الشعب العلمي في التعامل مع الوطن والفريق الذي يشجعه.
في العالم العربي العكس تماماً، فاز المنتخب إذا الوضع عال العال...خسر فالمنتخب سيء للغاية...ولدي أدلة على هذا:
-
مصر هزمت إيطاليا في بسالة رائعة، لكن لولا الحضري لما كان ما كان وللأسف
كانت انفرادات ايطاليا واضحة ولم يتم علاجها فجاء لاعبو أمريكا بتوتر أقل
وسجلوا 3 أهداف...لم يكن هناك من يجرؤ بمن فيهم أنا أن أقول الدفاع فيه
مصيبة بعد لقاء إيطاليا!!!.
هذه الوطنية العمياء تتمثل بما يلي:
- عدم انتقاد المدرب بسبب خسارة ما بخطأه أثناء البطولة حتى يتسنى له التركيز، مع أن بكنباور ينتقد المانيا وهي تلعب يوماً بيوم.
-
عدم التحدث عن الأداء عند تحقيق فوز وعلينا التهليل والإشادة بمن وقف خلف
هذا الفوز...لكن لو رأيت عيوب فالستر أولى فنحن جميعنا أخوة!!!.
-
عند سقوط المنتخب بشكل كبير يجب عدم انتقاد اللاعبين صاحبي الشعبية
الكبيرة،و لا اللاعبين الذين يلعبون في الخارج أو في أندية كبيرة لأن هذا
مضر بكثير من الأمور كمصلحة الإعلام معهم وكذلك قد يفكر المحترفون بعدم
العودة.
- التحدث عن الإصابات كسبب بخسارة الفريق دوماً، وكأن الآخرين الذين يلعبون معنا من حديد مصقول لا يكسرون ولا يصدأؤن.
إن حل هذه المشكلة يأتي عن طريق برنامج كامل تتبناه الصحف المحلية ووسائل الإعلام تنتقد فيه دون خوف وتشرح الايجابيات والسلبيات.
الحلقات السابقة:
مشكلات الكرة العربية (1) : العيش على الذكريات
مشكلات الكرة العربية (2) : عدم إعطاء الآخر حجمه الحقيقي
محبكم باتو